انفراد : عفو رئاسي عن مبارك خلال ساعات
هناك دلائل قوية بأن قرار العفو عن مبارك قد تم اتخاذه بالفعل ، ولا يتبقى سوى صدوره بشكل رسمي . العفو يسقط كل التهم التي وجهت لمبارك . فالرئيس مرسي بعد عامين من الثورة ، وجد أن مبارك ما زال له أنصار كثر في الشارع . وأن مثل هذا القرار سوف يبرد الأجواء بشكل سريع ، وسيكون هو المدخل الصريح الواضح نحو مصالحة وطنية حقيقية.
القرار قد يصدر خلال ساعات على الأكثر ، ولا ينتظر سوى الاتفاق على سيناريو إخراجه فقط ، ليتم تمريره جماهيريا .
يبقى أن نعلم أن من أشار بهذه الخطوة على الرئيس مرسي ، رأى أنها سوف تضرب مجموعة من العصافير في وقت واحد . فكما ذكرنا أنها هي السبيل الوحيد لإقامة سلام اجتماعي حقيقي بين المصريين ، فإنها أيضا ستكون القاضية لجبهة الإنقاذ ، أو على الأقل ستضعف شعبيتهم إلى أدنى مستوى ، وسترفع من شعبية الرئيس مرسي بشكل سريع جدا ، بعد أن يضمن تعاطف كتلة كبيرة من الشعب ممن كانوا يسمون بالفلول أو جزء منهم لا بأس به .
ثم إنها ستكون رسالة طمأنة للمستثمرين المحليين والعرب والأجانب كي يعودوا باستثماراتهم ، من خلال توصيل رسالة واضحة إليهم بأن مصر مستقرة ، بها رئيس قوي وحكومة تسيطر على الأمور بشكل كبير . وسيضمن إلى حد بعيد عودة الدعم الخليجي لمصر.
أما عن توقيت مثل هذا القرار فهو أكثر من رائع . فالإبقاء على مبارك محبوسا بعد أن يكون قد قضى الحد الأقصى لمدة الحبس الاحتياطي في 13 أبريل القادم ، سيكون فيه تعدي كبير على صحيح القانون والدستور، وسيظهر الدولة أكثر وأكثر بأنها لا تحترم القانون و أنها لا تعير أحكام القضاء أية بال .
أما استباق هذا اليوم بقرار العفو ، فسيبدو وكأن الرئيس مرسي قد عفا عن الرئيس مبارك بمبادرة شخصية منه ، مراعيا بذلك البعد الإنساني . خاصة أن الرئيس مبارك أصبح طاعنا في السن وتخطى عامه السادس والثمانين ، والذي يتوجب بشأنه الإفراج عنه ، حتى ولو كان مدانا . هناك نقطة أخرى هامة جدا ، أنه يجب الإسراع بالقرار قبل رحيل مبارك عن الدنيا لسرعة جني ثماره وعدم فقدان الفرصة .
أما إعادة المحاكمة بشأن قتل المتظاهرين فسيكون الكلام حول أن مبارك لا زال بريئا وليس مدانا في شيء بحكم محكمة النقض . وهو ما سوف يسهل تمرير قرار العفو جماهيريا
أما عن إخراج هذه المسألة إلى الرأي العام فستستند على مسألة وجوب احترام القضاء وتنفيذ أحكامه . أيضا تاريخ حسني مبارك كبطل من أبطال حرب أكتوبر ، الذين كان لهم إنجاز واضح في تحقيق الانتصار الوحيد لنا في التاريخ الحديث كله .
وأن عصره لم يكن خاليا تماما من الإنجازات ، ولم تكن الصورة كلها سواد . وسيقال أنه كان هناك أخطاء وإهدار لثروات البلد ، لكن ذلك لا يلغي الدور الوطني لمبارك وما قام به لخدمة الوطن .
ولزيادة حبكة المسألة ، سيكون الإفراج مقرونا بعدم ممارسة الرئيس السابق لأي دور سياسي في المستقبل . دور سياسي إيه ؟ . الرجل يستعد لمغادرة الدنيا ولن يكون له أي دور بالمرة.
العملية كلها تدور حول أين تكون المصلحة ! . فالإخوان هم أكثر من يكره مبارك ولا يطيقون حتى سماع اسمه . لكن قرار العفو عن مبارك اتخذ بالفعل ، بدليل ما ذكره المستشار أحمد مكي وزير العدل أنه قد يتم عمل استفتاء للشعب حوله .
أيضا ما قاله مستشار مقرب إلى جماعة الإخوان في جريدة الأهرام بأن قرار العفو لا يحتاج إلى استفتاءات ، بل بقرار منفرد من الرئيس مرسي .
وسيسوق لهذه القضية مجموعة من المشايخ والإعلاميين الذين لهم شعبية واسعة ، ويؤيدون مثل هذا القرار مثل الشيخ محمد حسان وعمرو أديب وغيرهم .
المهم أن الرئيس قد حسم المسألة بقرار العفو عن مبارك . وسيكون يوم إعلانه يوما مدويا عاصفا بكل ما تحمل الكلمة من معان